top of page

إعادة اكتشاف نفسك في الأمومة: رحلة العناية بالذات والأحلام

  • Sara Dedeche
  • Aug 9
  • 4 min read

Updated: Aug 14

يمكن أن تكون الأمومة رحلة جميلة، مليئة بالحب والفرح والعناق الذي لا نهاية له.

ومع ذلك، قد يؤدي ذلك أيضًا إلى الشعور بفقدان الهوية والأحلام والعناية بالذات. كأمهات، غالبًا ما نُعطي الكثير من أنفسنا لدرجة أننا ننسى أننا أفرادٌ لنا رغباتنا وتطلعاتنا الخاصة. اليوم، أودُّ أن أشارككم تجربتي الشخصية، مُشدّدةً على أهمية المبادرة، وإعطاء الأولوية لأنفسنا، وعدم تأجيل أحلامنا في خضم رحلة الأمومة الجميلة والمُفعمة بالحيوية.


الأمومة: رحلة من الحب والتغيير

لقد فتحت الأمومة قلبي بطريقة لم أتوقعها. الحب والامتنان اللذان أشعر بهما يفوقان الوصف! كل لحظة أقضيها مع صغيري تُشعرني بفرحة غامرة و اسما هدف في الحياة. عندما حملت طفلي لأول مرة، شعرتُ وكأن موجة من السعادة والمسؤولية غمرتني. أدركتُ أن حياتي أصبحت مختلفة تمامًا الآن.


منظر من مستوى العين لغرفة نوم هادئة مع ركن قراءة مريح
A tender moment by the lake in Hyde Park as I enjoy a peaceful stroll with my baby Meriem, beneath a gentle, cloudy sky. The photo was captured by my wonderful husband.

لكن مع مرور الأسابيع والأشهر، بدأتُ ألاحظ بعض التغييرات في نفسي. كانت متعة الأمومة رائعة، لكنها كانت أيضًا مُرهقة بعض الشيء في بعض الأحيان. وجدتُ نفسي أبتعد عن الشخص الذي كنتُ عليه قبل ولادة طفلي.


أتذكر أنني نظرتُ في المرآة ذات يوم، وبالكاد تعرفتُ على الوجه الذي يحدق بي. المرأة التي كانت تجد متعةً في الكتابة والسفر واستكشاف الذات، أصبحت تُعرّف الآن في المقام الأول بدورها كـ"ماما". استُبدلت القراءة في وقت متأخر من الليل، والرحلات العفوية، وشغف التصوير، والتأمل الصباحي الهادئ بتغيير الحفاضات ونوبات الغضب لدى الأطفال الصغار. كان الأمر جيدًا، لكن جزءًا مني بدأ ينهار في الداخل.


الحاجة إلى رعاية الذات


لم يمضِ وقت طويل حتى أدركتُ أنني، في هذا الدور الجديد، أهملتُ أحد أهم جوانب الحياة، ألا وهو العناية بالنفس. بدأتُ أعتبر العناية بالنفس ترفًا، مفهومًا أهملته لصالح رعاية ابنتي حديثة الولادة، ثم حملي الثاني، وابني حديث الولادة! ومع ذلك، تدعم الأبحاث فكرة أن الأمهات اللواتي يُخصّصن وقتًا لأنفسهن يُمكنهن أن يكنّ أكثر فعالية في تقديم الرعاية.

أظهرت دراسة أجرتها الجمعية الأمريكية لعلم النفس أن العناية بالنفس تُحسّن الصحة النفسية بشكل ملحوظ، مما يُساعد الآباء على إدارة التوتر والتفاعل بشكل أفضل مع أطفالهم. وجدتُ أنه عندما أعطيتُ الأولوية لصحتي النفسية، كنتُ أكثر صبرًا وحبًا وحضورًا مع طفلي. وأصبح تطبيق ممارسات العناية الذاتية البسيطة أمرًا لا غنى عنه.


اقتراح عملي:

  • ابدئي بخطوات صغيرة: خصصي من 15 إلى 30 دقيقة يوميًا لشيء تستمتعي به حقًا، سواءً كان القراءة أو اليوغا أو نزهة هادئة في الطبيعة. اجعليه روتينًا، وحافظي عليه بشدة.

  • أصبحت ممارسة الرياضة مع طفلتي الصغيرة جزءًا ممتعًا من روتيننا اليومي. نمارس تمارين تقوية وتمديد خفيفة في المنزل، مما لا يُبقيني نشيطة فحسب، بل يُساعد أيضًا على تقوية علاقتي بها. إليكم بعض الأنشطة التي نستمتع بها معًا:

    • تمرين القرفصاء بوزن الجسم Squat exercise

    • وضعيات اليوجا

    • التمدد معًا

    • الطعنات Lunges

    لا يعمل هذا الروتين التمريني على تعزيز صحتي الجسدية فحسب، بل يغرس أيضًا حب الحركة في طفلتي الصغيرة.


منظر من زاوية عالية لحديقة خارجية جذابة مع منطقة نزهة
Taking a tranquil stroll in the park with my baby is the perfect way to unwind and enjoy the beauty of nature

تحديد الأحلام الشخصية وإعطائها الأولوية


في خضمّ ضغوط الأمومة، بدأتُ أتساءل عن أحلامي. ماذا حدث لشغفي بالكتابة، أو التصوير، أو الرحلات العفوية، أو طموحاتي للنمو الشخصي؟ تنسى العديد من الأمهات تحقيق أحلامهن خارج نطاق الأمومة، وغالبًا ما يؤجّلنها إلى أجل غير مسمى. ولكن لماذا علينا الانتظار؟


عندما تحدثتُ مع صديقاتي وأمهات أخريات، علمتُ أن الكثيرات شعرن بالمثل. نضع أحلامنا في صندوق، ننتظر الوقت المناسب لتفريغها، والذي غالبًا ما يبدو وكأنه مستقبل بعيد. أدركتُ أنه لا يوجد وقت مثالي؛ إما الآن أو أبدًا.


بدأتُ أخطو خطواتٍ - مهما كانت صغيرة - نحو أحلامي. عدتُ للكتابة. حتى لو كانت بضع جملٍ يوميًا، شعرتُ في كل كلمةٍ كأنني أعود إلى ذاتي. عادت لي متعة الإبداع، مُذكرةً إياي بأنني ما زلتُ قادرةً على المشاركة في شغفي وأن أكون أمًا مُخلصة.


نقطة إحصائية:

  • ووفقا لدراسة حديثة أجراها مركز بيو للأبحاث، فإن 54 في المائة من الأمهات يشعرن برغبة قوية في تحقيق أهدافهن الشخصية مع تحقيق التوازن بين مسؤولياتهن في تربية الأبناء.


منظر قريب لمجموعة من المجلات والأقلام على مكتب العمل
Balancing work and family time effortlessly, enjoying a productive day while my daughter plays in the soft play area.

ابدئي الآن: تجنبي فخ التأجيل


قد يُشكّل التسويف عائقًا كبيرًا للأمهات. فبين إدارة جداول الأسرة والمسؤوليات المنزلية، من السهل إهمال الأهداف الشخصية. تعلّمتُ أن هذا فخٌّ قد يُؤدي إلى الاستياء والإرهاق.


بدأتُ باستخدام "مفكرة الأحلام"، حيثُ أُدوّن أفكاري وأهدافي والخطوات التي أرغب في اتخاذها. لقد كانت هذه أداةً رائعةً تُمكّنني من تصوّر ما أُريده لنفسي ومحاسبة نفسي. عندما أُدوّن هدفًا، يُحوّل ذلك فكرةً مُجرّدة إلى شيءٍ ملموس، شيءٌ يُمكنني العمل عليه.


توصية قابلة للتنفيذ:

  • حددي ثلاثة خطوات صغيرة يمكنك اتخاذها لتحقيق أحلامك هذا الأسبوع. دوّنيها، وشاركيها مع صديقة ، والتزمي بتحقيقها.

  • إذا كنت بحاجة إلى مساعدة مع أطفالك وليس لديك عائلة أو أصدقاء تعتمدي عليهم، ففكري في الخيارات التالية:

    • المراكز المجتمعية في منطقتك

    • خذمات جليسات الاطفال

    • خدمات رعاية الأطفال

    • مجموعات الأبوة والأمومة

    • المكتبات

    إن العثور على أماكن يمكن لأطفالك اللعب فيها لا يمنحك وقتًا لنفسك فحسب، بل يساعدهم أيضًا على التفاعل الاجتماعي وتطوير مهارات جديدة.


تقبل النقص وإيجاد التوازن


الأمومة بطبيعتها مليئة بالفوضى، وعلينا أن نتعلم تقبّل هذا. هناك أيامٌ تُفسد فيها الخطط، وتتراجع فيها العناية بالنفس. من الضروري أن نُعطي أنفسنا بعض الوقت والتقبل في هذه اللحظات، وأن نُدرك أن الأمومة لا تعني الكمال.


لقد تعلمتُ تقدير جمال النقص، فأطفالي لا يحتاجون إلى أم مثالية، بل إلى أم حنونة ومتوازنة. بدأتُ أركز على التوازن، ليس فقط في رعاية أطفالي، بل أيضًا في رعاية نفسي. هذا يعني تعديل التوقعات والقبول بما هو "جيد بما فيه الكفاية".


نصيحة عملية:

  • مارسي اليقظة الذهنية. لحظات التأمل أو مجرد الجلوس في صمت والتركيز على أنفاسك يمكن أن تساعدك على النجاح رغم الفوضى، وتوضيح احتياجاتك ورغباتك.


الطريق إلى الأمام: رحلة اكتشاف الذات


بينما أواصل رحلة إعادة اكتشاف ذاتي في خضم الأمومة، أتأمل في أهمية إعطاء الأولوية لهويتي واحتياجاتي وأحلامي. لقد علمتني هذه التجربة ليس فقط الاهتمام بنفسي، بل أن أكون قدوة في حب الذات والطموح لأطفالي.


أريد أن يكبر أطفالي وهم يدركون أن أحلامهم حقيقية وأنهم قادرون على تحقيقها. أريد أن يروني أكثر من مجرد مُربية، بل امرأة طموحة ومُثابرة ومُحبة.


رحلة كل أم فريدة، ورغم تعقيدها، إلا أنها سهلة المنال. فلنتوقف عن تأجيل أحلامنا. سواءً أكان ذلك استعادة هواية منسية أم استعادة حلم قديم.


نحن مدينون بذلك لأنفسنا ولعائلاتنا.





 
 
 

nutriaware

27 Old Gloucester Street, London, WC1N 3AX

sara.nutriaware@gmail.com

00447534835113

456-789-1234

  • Instagram
  • Facebook

©2024 by Sara Dedeche.

bottom of page